كلمة مسرح تعني مكان حدث فيه الفعل، لذلك يبدأ تأسيس المسرح ببناء المسارح، ويتطلب ذلك دمجًا بين جمال الفن وذكاء الهندسة المعمارية لخلق مكان يوفر أفضل تجربة لكلٍ من الفنانين والجمهور، ولا يتحقق ذلك إلا بالتخطيط الدقيق، والفهم الجيد للمتطلبات الفنية، والقدرة على توقع احتياجات المستقبل مع تطور التكنولوجيا والفنون المسرحية.
ولكي يبنى المسرح بنجاح يجب دراسة بعض الأمور ومن أهمها:
- التصميم المعماري
من حيث الشكل: تتنوع أشكال المسارح من مسارح رومانية، مسرح العلبة الإيطالية، المسارح المفتوحة في الهواء الطلق، مسارح الاستديوهات… وباختلاف الشكل يختلف الطراز المعماري الذي يكون عادة مستوحى من بيئة المدينة وهويتها الحضارية.
من حيث الرؤية: يجب أن يتيح التصميم للجميع رؤية المشهد بشكل واضح باختلاف أنواع العروض سواء مسرحيات او استعراضات أو فنون أدائية.. ليتمكن الفنان والجمهور من العمل أو المشاهدة دون عوائق كالأعمدة والانحناءات والأقواس والتمديدات وخلافه.
من حيث الصوت: تصميم تأثير كبير في حركة الصوت وقوته وهو ما يساعد مهندس الصوت على اختيار تجهيزات أكثر دقة وفعالية، ليتسنى للصوت أن ينتشر بشكل جيد، حيث يتم استخدام المواد الصوتية المناسبة للاستيعاب وتحسين الجودة الصوتية التي تنعكس على أداء الممثل من خلال المكبرات الموجه للمسرح، ومن جهة أخرى تخدم استماع الجمهور لصوت بمستوى وجودة مناسبة.
- أجزاء البناء
خشبة المسرح: يتم بناؤها من مواد قوية ومتينة مثل الخشب، لكن يمكن استخدام الأسطح الحديثة مثل الألمنيوم أو البلاستيك المقوى، وخامات البناء المتقدمة للتي تحقق المتانة ومقاومة أعمال الديكور المختلفة.
المناظر: تتضمن التجهيزات الخاصة بالخلفيات والأشكال والمكونات المرئية التقليدية والرقمية لتغيير المناظر بسرعة وسهولة، مما يتطلب نظامًا اوتوماتيكي لميكانزم يساعد على تحريك سكك الخلفيات والتعليق وتركيب المعدات التي تتحرك من خلالها قطع الديكور والأجهزة وحتى الممثلين…
مساحة المتفرجين: وهي التي تحتوي مقاعد وغرف مخصصة للمشاهدين بتقسيم يسهل الحركة وترقيم يساعد على التنظيم وحركة انسيابية في الدخول والخروج وحالات الطواريء لاقدر الله.
الواجهة والاستقبال: وهي المنطقة الأبرز والمؤثرة بتشكيل حالة إعلانية دائمة بالهوية البصرية اللامعة وملصقات أو شاشات العروض الراهنة ليصبح المسرح كمبنى من خلال هذه الواجهة بطرازها الإبداعي معلما بارزا في المدينة ومزارا يزوره المجتمع المحلي ويجذب روادا جدد من السياح.
غرف الممثلين: المساحة الخضراء التي تعطي الفنان خصوصية تساعده على تحضير الدور والاسترخاء وتمارين الصوت والإطالة وإعداد احتياجاته المرتبطة بالدور مثال الأزياء والاكسسوارات…، هذه المنطقة محرمة على الغرباء الذين لا ينتمون إليها وكلما قل عدد رواد هذه المنطقة كلما ساعد على تنظيمها والمحافظة على أجواء ملهمة تحقق الاسترخاء والتركيز للممثل ومساعديهم.
المرافق الأخرى:
يحتاج الجمهور إلى مرافق تلبي احتياجاته مثل المصلى، الاستراحة، مواقف كافية للسيارات، منطقة لخدمة صف السيارات، دورات المياه، سلالم ومصاعد مناسبة لذوي الإعاقة، إذاعة مغلقة لتقديم الإرشادات او الإعلانات للجمهور قبل وبعد العرض وأثناء الاستراحة.
قاعة كبار الشخصيات: في هذه القاعة تكون استراحة كبار الشخصيات وهي غالبا من تكون جزءا من المسارح الكبيرة التي تستضيف أعمالا جماهيرية ضخمة وتساعد هذه الصالة على توفير خدمات راقية لفئة من الضيوف يدفعون مقابل هذه الرفاهية ليحظون باهتمام وبروتوكول فاخر وهذه الخدمة تساعد على تنظيم دخول كبار الشخصيات دون الاحتكاك بالجماهير لان احتمالية وجود مشاهير ونجوم ضمن كبار الشخصيات مما قد يسبب بعض الفوضى والتجمهر.
منطقة المتاجر: ومن الضروري ان يكون لكل مسرح متجر على الأقل لبيع المأكولات والمشروبات والتذكارات للجماهير في فترة الانتظار او الاستراحة، وكلما كثرت المتاجر زادت من الإيرادات التي تساعد على تحقيق الاستدامة للعروض المسرحية وتعد نشاطا مدرا للأموال وحققت للجمهور تجربة ممتعة في زيارته للمسرح.
- الأدوات والتقنيات
الميكنة: نظام المحركات والرافعات اليدوية والهيدروليكية والكابلات وأجهزة الكهرباء البديلة.
الرفوف والمخازن: مساحات لتخزين المناظر والأدوات خلف المشهد، ومخازن لحفظ متعلقات العروض الأخرى لحين تغليفها وشحنها من خلال نظام تقني لجرد الأصول والمخزون، وهي لكل التفاصيل الموجودة من قطع الديكور الضخمة إلى مفاتيح الأبواب التي يجب ان ترقم برموز واضحة ودقيقة.
الإنارة والإضاءة: إنارة الممرات والمداخل والواجهات بشكل واضح يتيح للجمهور فهم طرق الدخول والخروج والمرافق الخدمية والإضاءة الفنية التي تعد عنصرا رئيسا في تكوين سينوغرافيا العرض
الابراج: تُستخدم لتعليق الأضواء والمناظر، ويتم بناؤها بمواصفات تتيح التحكم في الإضاءة بدقة، ومنها ما هو متحرك ليتلائم مع تغيير العروض ومنها ما هو ثابت يعلق عليه الأجهزة الأساسية لإضاءة وصوت المسرح والجمهور. - الأمان:
من اهم الأمور في المسرح كيفية إدارة الحشود وهذا يؤسس من خلال وضوح نظام السلامة الذي يوزع من خلاله الإرشادات وطرق الدخول والخروج ورسم درجات السلالم والدرج ونظام الإطفاء الإوتوماتيكي للعمل في الطوارئ، وأيضا كاميرات المراقبة وأبواب الطوارئ ونظام التهوية والتبريد والنظافة الدورية والتعقيم، و أيضا الحرص على السلامة الكهربائية من خلال تأمين جميع الأجهزة الكهربائية والإضاءة لمنع أي حوادث. - الراحة
المناطقة الأمامية: تصميم الكراسي والأرضيات بحيث تكون مريحة للجمهور لفترات طويلة من العرض.
المناطق الخلفية: يجب أن تكون هناك مساحات مناسبة للممثلين والفريق الفني للاستراحة والتحضير على خشبة المسرح أثناء العرض. - التحكم الإلكتروني:
بوجود غرفة تحكم يمكن إدارة وتنفيذ أنظمة الإضاءة، الصوت، والمناظر، واستخدام الشاشات الرقمية، الهولوغرامات، والواقع المعزز حسب العرض واحتياجاته الإبداعية