”الدراما التاريخية ليست وثائقية”
هذا كلام صحيح لكنه ليس بالمطلق، فالعمل الدرامي (التاريخي) الذي يقدم مغالطات، هو عمل ناقص ولم يقدم العاملون عليه كتابة وإخراجا وإنتاجا مايجب عليهم من أدوار في البحث واستيعاب الحقبة الزمنية وأحداثها وظروفها.
المساحة المتاحة للخيال في هذه الأعمال محصورة في الأحداث والشخصيات والأماكن التي لا تغالط المصادر ولا تؤثر على فهم الزمن الماضي حتى لا تخون الدراما العلم والتأريخ والوثائق بل عليها أن تستند عليها لتحلّق في جمالياتها، لأن الإبداع في مثل هذا النوع يكمن في إثراء الأحداث والحقائق بالمتخيل في سياق درامي مرن وأمين وممتع.
الكاتب الذي يلجأ للأعمال التاريخية إما مهني ومجتهد أو كسول وتاجر شنطة يريد تقديم عمل مضمون البيع.
وإذا تساهلنا مع تشويه الحقائق في الدراما وهي مرجع مؤثر أكثر من الكتب للأجيال الحالية واللاحقة فسنكون أمام كوارث تتاجر بالتراث وما يتضمنه من أساطير ورموز وأحداث وأماكن… وسنجد أعمال بشعة تتجسد على المسرح والسينما والتلفزيون وقد تتحول مستقبلا إلى موضة فتستغل لتلويث التاريخ وفي أسوأ الأحوال قد تدس السم في العسل.