المسرح التعليمي  بين المنهج والفصل

قدمت هذه الورقة ضمن المرحلة الثانية من الدورة التدريبية لمشرفي النشاط الثقافي في إدارات التربية والتعليم في مناطق المملكة في صفر 1432هـ

في هذه الورقة أنقل إليكم تجربتي عندما كنت أشرف على المسرح في مدارس الأبناء بقوات الدفاع الجوي حيث دفعتني تلك الممارسة للاطلاع بشكل أعمق على الدراسات المسرحية فقادني هذا النهم إلى الاطلاع  على كتاب شيق اسمه (المسرح التعليمي ، المصطلح والتطبيق) للدكتور كمال الدين حسين وهو موجود في مكتبة جرير، وقد أفادني هذا الكتاب برغم تطبيقه على مسرح التعليم بمصر إلا أني وجدت فيه تفسيرا للكثير من الاستفهامات لدي. وكانت أهم نقطتين أثارت اهتمامي هي (مسرحة المناهج، ومسرح الفصل).

مسرحة المناهج

إن مسرحة المناهج تعني: إحياء المادة العلمية بتجسيدها في مسرحية (حكاية) تعتمد على شخصيات تنبض بالحياة بدلا من جمود النص الكتابي. هذا التعريف يعني ان الدرس مادة جامدة ميتة ما لم يبعث حيا في شخصيات تتبادل الحوار بذلك نكون قد حولنا الدرس إلى ممارسة حياتية بين أبطاله سواء كانت الشخصيات حيوانية أو عناصر كيميائية أو أشكالا هندسية أو كما هو معروف شخصيات إنسانية تتبادل المعلومة المراد إيصالها.

فهذه الشخصيات تبدأ في النقاش حول المعلومة (جوهر الدرس) وتتصارع لإثباتها أو دحضها ولتثبت كل شخصية أنها الأقوى والأصدق والأجدر بالانتصار وبتحويل الدرس إلى قصَّة درامية محبوكة تحركها الشخصيات وتدفعها نكون بدأنا فعليا في مسرحة الدرس أو المنهج.

 مسرح الفصل:

وهو إقامة عرض مسرحي في الفصل أثناء الحصة الدراسية. وهذا أسلوب تعليمي متجدد وشيِّق إذا ما أتقن المعلم اللعبة المسرحية، فيحوِّل المنطقة الخاصة به (أمام السبورة) إلى مسرح، الجميل في هذه التجربة وقد مارستها قبلا أن الإيهام يطلق العنان للطالب الممثل والطالب المتلقي .فلا يكون هنالك ديكور أو إضاءة معينة ولكن الطالب الممثل يُشعر المتلقي بان هنا (هاتف، طاولة مكتب، سفينة..) وقد يستعد الفصل بإيجاد صندوق للملابس والإكسسوارات التقليدية الغير مفيدة في الحياة لكنها تعبيرية في مثل هذه المواقف.. مثل هاتف عطلان .. فهذه الفكرة تمكن الطلاب من أداء مشاهد ممتعة وهذا النوع (مسرح الفصل) يتيح للمعلم صناعة العرض بأقل تكلفة ممكنة.

ومن خبرتي ككاتب مسرحي أود ذكر بعض الأمور الواجب مراعاتها عند كتابة نص تعليمي.

  • التعرف على مشاكل الطلاب في المادة عموما وفي الدرس الهدف خصوصا.
  • تكوين ورشة إعداد نص لصياغة القصة وتتكون من الطلاب الملمين بالدرس.أو السهل إفهامهم.
  • الأخذ بالاعتبار بأن المسرح التعليمي ليس للترفيه فقط بل أنه وسيلة ترفيهية لإيصال رسالة الدرس.
  • تسهيل الدرس وإفهامه للمتلقين من مهام المسرح التعليمي.
  • عدم إهمال العواطف ضمن حوار الشخصيات فهي أيقونة التمثيل والحيوية المسرحية.
  • يجب أن تلامس القصَّة اهتمامات المتلقين وخصائص زمنهم وحياتهم ليتفاعلوا معها (بحسب الفئة العمرية والاجتماعية)
  • مراجعة المحتوى للتكثيف الزمني وإبعاد الألفاظ المزدوجة المعنى والمسيئة.
  • الكتابة بلغة مبسطة أو باللهجة العامية (وأن لا أشجع ذلك)
  • تقليل الشخصيات لإمكانية السيطرة على التدريب.
  • اختيار الطلاب الممكن تقبلهم على المسرح.
  • عدم المطالبة باندماج كامل للطالب في الشخصية.
  • الاستفادة من المواد التسجيلية والمختبرية والوسائل التعليمية.
  • محاولة توظيف المؤثرات الصوتية.
  • الاهتمام بالإعلان عن العرض قبل تنفيذه لتحفيز الطلاب لمشاهدته.

خطَّة تنفيذ مسرحية في الفصل

  1. تحديد الدرس .. ويفضَّل الدرس الغير مفهوم عند الطلاب أو يعاني المعلم من إفهامه.
  2. اختيار عدد (3 مثلا) من أفضل الطلاب السهل إفهامهم لكتابة قصة مشتركة لعناصر الدرس.
  3. تحديد الشخصيات (محاور الدرس، أو قواعده أو شخصيات حيوانية أو إنسانية للتمثيل (مثلا : جحا في جزيرة الأفعال) أو (الإخوة الثلاثة) وهم الأفعال الثلاثة.
  4. مراعاة اللغة وضوحها فهما وسهولتها نطقا.
  5. الزمن أقل من وقت الحصَّة، وحذف الحشو يساعد على ذلك.
  6. تعزيز العواطف والتركيز على الضحك أكثر من الحزن.
  7. فكرة التنفيذ اختيار التحلُّق وسط الفصل بدلا من أمام السبورة أو في معمل أو مختبر.
  8. توفير المؤثرات الصوتية المناسبة.
  9. اختيار الأدوات المساعدة (ديكورات أو إكسسوارات أو وسائل تعليمية)
  10. التدريب على الأداء أولا (على الطاولة) وبعد إتقانها التدريب على الحركة (في موقع العرض) وتكون الحركة مبسطة.
  11. عرض تجريبي أولي يمكن استضافة متخصص في المسرح أو أحد المعلمين لإبداء المقترحات وعلى الفريق تقبل كل ما يمكن أن يصب في مصلحة العمل لتحقيق الهدف.
  • إعداد : ياسر مدخلي