هذا ما دار في الندوة الحوارية بمعرض الكتاب
- عنوان الندوة: لماذا لا تصمد مسرحياتنا المحلية أمام شباك التذاكر؟
- الضيوف: راشد الشمراني – خالد الحربي – رجا العتيبي
- يدير الحوار: ياسر مدخلي
- معرض جدة الدولي للكتاب – 15 ديسمبر 2022 – 09:30 م – مسرح 2 – سوبردوم

“مقدمة الحوار”
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه المصطفى الكريم.
حفظ الله الدين السديد والمليك الرشيد وولي عهده العضيد والوطن المجيد هذا الوطن الذي نرفل فيه بأمن وأمان في ظل قيادة هيأت لنا بفضل الله تعالى سبل العيش الكريم وسطرت بإيمانها وعزيمتها مجد إنسانها المبدع في مجالات شتى.
بادئ ذي بدء أشكر مقام وزارة الثقافة وسمو الوزير الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود والقائمين على هذا المحفل الإبداعي الكبير الذي نفخر بإدارته وتنظيمه بهذه الكفاءة في هيئة الأدب والنشر والترجمة بقيادة د. محمد حسن علوان، ونتطلع ليستمر معرض الكتاب منارة متطورة للمعرفة وعيدا لخير جليس وأوفى رفيق.
أرحب بكم حضورنا الكريم وأرحب بالمشاركين في ندوة اليوم وهم أساتذة من رموز مسرحنا السعودي العريق المسرح السعودي الذي كشف المؤرخون عن إرهاصاته التي عاصرت الدولة السعودية وظهرت إبداعاته في كنفها وهو قديم متجدد في هذه البلاد المباركة.
ضيوفنا الكبار والمعرف لا يعرف، فإذ نقول الدكتور راشد الشمراني نجد الفنان القدير والأديب الكبير والمبدع في المسرح منذ السبعينات الميلادية، وكذلك الأستاذ خالد الحربي الذي يعد أحد رموز الفن والداعم لأجيال متتالية وصانع لأعمال مميزة، وأيضا الأستاذ رجا العتيبي الباحث والمخرج المهم في حركتنا المسرحية وله أعمال بديعة تتحدث عن مسيرته.
عنوان اليوم عنوان شائك، وضرب من فخاخ الحكي، والشائع من الكلام حول المسرح، إنه يتماس مع جدلية العلاقة بين المسرح والجمهور تلك العلاقة التي يلوم كل منهما الأخر على الفراق تاره والاشتياق تارة أخرى.
الجمهور يحب المسرح، هذا امر لا شك فيه، والمبدعون في أبي الفنون يملأهم الشغف بفنونه، والكلمة الفصل التي تشخص حالة القطيعة لم تنطق حتى اللحظة.
وإذ يقال بأن المسرح لا يصمد أمام شباك التذاكر، فنحن بذلك لن ننكر وجود جمهور، أو مهتم يقف في طابور التذاكر..
الشباك نافذة نحو الجمال تهديك تذكرة العبور إلى الخيال والسحر
شباك الدهشة ليس مهجورا.. لكنه لم يعد يجد الدفء الذي يطمح إليه من أحضان المتهافتين على مشاهدة المسرح.
نحن في الحقيقة نشاهد العرض المسرحي المحلي لكنه لا يُعرض كثيرا، ولا يستمر طويلا، فهل كان السبب عدم الإقبال، أم عدم وجود دعم للفرق المسرحية التي تحتاج إلى حملات تسويقية بميزانيات جيدة وأساليب أكثر احترافيه، تليق بفكر الجذب والجماهيرية!
أم أننا أمام معضلة البنية التحتية فلا مسارح كافية اليوم بالنظر إلى عدد الفرق والمسرحيين، أم اننا غارقين في عقدة الأجنبي الذي تفوقنا عليه كدولة متقدمة وإنسان مبدع، ام أن إدارة الشأن المسرحي في ورطة أمام تركة ثقيلة على كاهلها؟
هل نحن بحاجة للشباك، أم المسرح، لمن الأولوية؟ هل نحن مطالبين بصناعة مسرحية لخدمة الشباك؟ أم شباك لدعم واستدامة المسرح؟
هل ستنجح مسرحية في جذب الجمهور إلى شباكها وهي مثقلة بإيجار المسرح وفواتير خدماته وأجور فريقها؟!
أليس للشباك نجم مقرون به، ما الذي يشجع النجوم للعودة إلى المسرح، لماذا يغيب النجم حتى اليوم؟ هل غياب النجم له دور في غياب الجمهور؟
من يدير المسرح، إلى أين يتجه؟ هل لدينا إدارة مسرحية ناجحة صمدَ شباكُ تذاكرِها؟
هل إنسان هذا العصر المتماهي مع التقنية والمواكب لسرعة التطبيقات لا يناسب المسرح الذي يقف صامدا منذ آلاف السنين؟
لا تنسى الأجيال السابقة عندما كنا في الثمانينات والتسعينات نحمل روايات الجيب معنا في كل مكان، هل أصبح الهاتف الذكي يعمل معنا اليوم نيابة عن المسرح، مسرح في الجيب يغني الكل عن تجشم عناء الزحام والوقوف في طابور الجمهور وتكبد تكلفة التذكرة، للجلوس قسرا لساعات لمشاهدة عرض مسرحي لا يثق في جودته؟
سؤال كبير ينهال علينا .. هل تكونت الذائقة!
أسئلة عديدة تتكاثر وتنبثق من بعضها وأسباب متباينة سنكتشفها مع الأساتذة الكرام الذين قدموا خلال العقود المنصرمة تجربة مسرحية مهمة وتراكمات شكلت بالتأكيد رؤية واضحة، قد تجيب على أسئلتنا.
“ملخص ماجاء في الحوار”
اتفق الضيوف وأيدهم بعض الحضور لاحقا بأن السؤال غير دقيق، ورأي البعض أنه استفزازي وغير موضوعي
الدكتور راشد الشمراني يرى بأن مقومات نجاح العرض لا تعتمد على النص فقط فالمسرح حتى ينجح له عدة متطلبات منها توفير بنية تحتية والدعم المالي الذي يعزز استقلال واستدامة المنظمات المسرحية ويضمن لها الاستمرارية.
ومن جهته تساءل الفنان خالد الحربي هل لدينا مسرح محلي الآن حتى نتحدث عن شباك تذاكر، عن أي مسرح “محلي” نتحدث؟ لأن الحديث عن الصمود أمام الشباك غير منطقي في حين أننا لانملك سوقا مسرحية وصناعة حقيقة في هذا المجال.
واما الكاتب والمخرج رجا العتيبي طالب بحرية إبداعية واستقلال المنتجين وبيئة آمنة وعادلة للمسرحيين، حتى يتمكنون من العمل على بناء جمهورهم والأصول التي يعتمدون عليها في الاستثمار التجاري بحكم أننا نتحدث عن الشباك فنحن نتحدث عن الصناعة المسرحية بفهمومها المالي بين الربح والخسارة.
واستذكر الضيوف تجاربهم في المسرح الجماهيري في الثمانينات والتسعينات وكيف كان المشهد المسرحي نشيطا بالمهرجانات والملتقيات والعروض والفرق .. حتى وقت قريب
وأكد الحضور بأن هناك ضعف في إدارة المشهد المسرحي، واستشهد البعض بعدم صمود مسرحيات أنتجتها جهات تطالب المسرحيين بنجاح شباك التذاكر.
واتفق الجميع على أن هناك تجربة مميزة للمسرح الترفيهي وتستحق التقدير لأنها وفرت فرصا تأهيلية وتمكين مستمر للمواهب ووفرت بنية تحتية مستديمة وحلول تسويقية احترافية واعتمدت على ممارسين وخبراء في المسرح محليا ودوليا.