كان مشروع مسرح كيف منذ تأسس فرقة مسرحية تعتمد على الاجتهادات الشخصية لأعضاءها وتعاني الكثير من التجاهل كونها فرقة لا تنتمي إلى قطاع مؤسسي يعمل وفق تشريعات وأنظمة واضحة وليس للمسرح أنذاك بنية تحتية ولا جهة إشرافية أو حاضنة اجتماعية تحقق له الحضور والتأثير كما يجب.
وفي ظل تلك الظروف كنت مع أصدقائي نعمل بشكل مؤسسي تفوق على الكثير من الأزمات التي مرت بها افرقة كونها الوحيدة إلتي استمرت دون انقطاع معتمدة على الدعم الذاتي من الأعضاء واستطاعت بنظامها الأساسي تحقيق استدامة لأكثر من عقد ونصف من الزمن.
وبناء على الخطة التي وضعت في حين التأسيس بتحول الفرقة إلى جمعية بكيان مؤسسي يخضع لوزارة الشؤون الاجتماعية “الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية حاليا” بدا العمل على ذلك في 2014 وامتد المشوار إلى 2021 لتصبح الفرقة أول جمعية تعاونية في قطاع المسرح والفنون الأدائية.. ولكن السؤال الذي يتكرر مع الأساتذة والأصدقاء المسرحيين هو
لماذا اخترت جمعية تعاونية؟!
وقد كتبت هذه التدوينة لأجيب على الجميع..
إن عالم المسرح التعاوني، ترجمة دقيقة لما كان يحدث في كواليس مسرح كيف .. التي كانت مع كل مشروع تتحول إلى ساحة للتعاون الجماعي!
فالمسرح التعاوني ليس مجرد أداء فني، بل هو جزء من الحياة الاجتماعية، وهو ما سطرناه شعارا لنا منذ اليوم الاول ” خدمة المجتمع بالمسرح “
وهناك فوائد كثيرة لهذا النوع من المسرح:
التعبير عن النفس: المسرح التعاوني مثل لعبة التقمص الحية، يمكنك أن تكون بطلاً أو شريراً أو حتى شخصية جانبية تضيف الإثارة للقصة، وكل هذا بدون أن تُقدم للمحاكمة.
التواصل الاجتماعي: يجمع الناس من مختلف الفئات الاجتماعية ليشاركوا في إنتاج عرض مسرحي، مثل إنشاء وصفة للطبخ الجماعي، كل شخص يضيف مكونه، والنتيجة دائماً مفاجأة.
التعلم الذاتي والتعزيز المهني: من خلال التمثيل، يمكن للأفراد أن يكتشفوا مهارات جديدة، مثل القدرة على تذكر النصوص والارتجال ومن خلال الكتابة يعيد الموهوبين القصص والإرث المحلي بصيغة مختلفة لتجسيدها والتوعية بمناقشتها. وإبراز المتميزين في مجتمعهم واكتشاف القدرات وتنميتها.
تحسين المجتمع: كما يُقال، “أعطني خبزاً ومسرحاً، أعطيك شعباً مثقفاً”. المسرح التعاوني يُعزز الوعي بالقضايا المحلية، ويشجع على التغيير الاجتماعي، فهو ليس مجرد مرآة للمجتمع، بل أيضاً آلة لصقل التجارب فيه.
الاقتصاد المحلي: يمكن أن تكون الجمعيات التعاونية مثل الصندوق الاستثماري الذي يحتفظ بالأرباح وينميها داخل المجتمع، مما يعني أن المال يدور محلياً، وهو ما يفيد الجميع، من الكاتب إلى الديكورات عبر الممثلين، وحتى الجمهور الذي يحصل على ترفيه وتجربة ثقافية بأسعار في متناول الجميع.
إذاً، المسرح التعاوني في المجتمع المحلي مثل حفلة ترحيب للجميع – يمكن أن يكون مضحكاً أو مؤثراً، لكن بالتأكيد يجعلك تشعر أنك مؤثر في بيئتك وتنال التقدير فيها من خلال ماتوفره لك التعاونية من إمكانيات وعلاقات تشجع دوما على الإنتاج والتجديد، وأحياناً، هذا ما تحتاجه الروح لتتجلى بإبداعها.
ومن أبرز ما يميز العمل التعاوني ان هدفه الأهم هو “تحسين الحالة الاقتصادية و الاجتماعية للأعضاء” وتجد التعاونيات اهتماما بالغا من الدولة وبالذات وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ومجلس الجمعيات التعاونية. الجهات التي تمنح الدعم المالي والبنية التحتية للمنظمات وتشارك في تمويل مشاريعها.
وهذا ماجعلنا في مسرح كيف نستقطب العديد من الكفاءات التي تعزز العمل المؤسسي بروح المجتمع لتعطي فرصة متكافأة للجميع كي يساهموا في هذه الشراكة الإبداعية فيكون لهم أجر العمل و نسبة عادلة من الارباح السنوية،
لتعرف أكثر عن مسرح كيف اقرأ هذا المنشور هــنـــا