المأزق المسرحي في (ثلاثة)

1

لا شك أن النشاط المسرحي بالمملكة العربية السعودية لازال  مجموعة من المحاولات نجتهد من خلالها لإثبات حاجتنا إليه أدبا و فرجة, ولكنها في الحقيقة محاولات  يقابلها القليل من الإعجاب وخصوصا الرأي المنطلق من النقاد وأصحاب الخبرة المسرحية بالسعودية  ولذا  شعرت في هذا المهرجان بفجوة بين الأساتذة المسرحيين والجيل الشاب الذي يقدم هذه العروض..

والمأزق الحقيقي هنا هو تعطيل هذه الخبرات (بأي شكل كان) عن العمل التطبيقي المسرحي وأتمنى من المسئولين بالوزارة (وزارة الثقافة) أن يعوا أهمية منح هذا الجيل الشاب الفرصة للتتلمذ على أيدي من سبقوهم وإعطاء الراية بثقة للأساتذة الكتاب والمخرجين المبدعين أمثال محمد العثيم ومحمد الجفري وفهد الحارثي و عبدالناصر الزاير وسامي الجمعان وغيرهم لتأسيس جيل إن لم يحض بمعهد للفنون فإنه سيكون على الأقل حاملا لخبرة الأساتذة الذين سبق ذكرهم بجانب خبرته لبناء جيل يبدأ من حيث انتهوا.

ولو شعرنا بأثر فقدان أمثال محمد العلي والدكتور بكر الشدي والعميد أحمد السباعي وعبدالرحمن المريخي الذين أصبحوا تاريخا وأوراقا نظرية بالنسبة لنا كجيل شاب يصبح لدينا أجيال متطورة بمرور الزمن لا تدور في حلقات مفرغة أو تسير (إن تفاءلنا) ببطء شديد.

2

وفيما يخص الثقافة المسرحية فهي مهمة جدا كمصدر معلوماتي ثمين (فالمكتبة) بلا شك ستوفر الكثير للمهتمين, فقد مررت بتجربة بحثية صعبة جدا لعمل متواضع نشرته إلكترونيا باسم أزمة المسرح السعودي. لذا فأنا أتمنى أن تقوم الوزارة وهي (على ما أظن مسئولة) عن إعادة طباعة الكتب والرسائل والبحوث والدراسات (التي انقرضت) بعد تحقيقها وتدعم حركة البحث العلمي في مجال المسرح بكافة فنونه.

3

وأتمنى دعم فكرة اهتمام الصحف والتلفاز بالحركة المسرحية  بنشر المواضيع المسرحية والمقالات والقراءات النقدية باستمرار وعرض المسرحيات على التلفزيون السعودي الذي يفشل عادة في اختيار موادا مسرحية تعتبر بعيدة عن الفائدة وأدنى مستويات رقي الفرجة المسرحية.

نشرت لأول مرة في 2008